كان هناك وقت كانت فيه إطلاقات الهواتف الجديدة مثيرة. كل عام كان يجلب شيئًا ملموسًا يدفع الأمور قدمًا. لكن في الآونة الأخيرة، يبدو أننا وصلنا إلى نقطة أصبحت فيها المواصفات أكثر وأكثر سخافة بينما لا تتغير تجربة الاستخدام الفعلية بشكل يذكر. الأرقام تكبر، والتسويق يصبح أكثر فخامة، لكن طريقة استخدامنا للهواتف يوميًا تبقى إلى حد كبير كما هي.
لذا بدلاً من السعي وراء ما يبدو الأفضل على الورق، من الأكثر منطقية النظر فيما يؤثر فعليًا على شعورك عند استخدام هاتفك. هذا هو المكان الذي يظهر فيه الفرق الحقيقي!
لماذا لم تعد اختبارات أداء الهواتف مهمة كما في السابق؟
معظم معالجات اليوم كافية جدًا.
يمكن أن تكون مخطئًا تمامًا بشأن ما تعنيه الكثير من الأرقام في تسويق الهواتف فعليًا. سطوع الشاشة هو أسهل مثال. في كل مرة يصدر فيها هاتف جديد، يحاول التفوق على الهاتف السابق بـ '2500 نت' أو '3300 نت'.
النِت هو مجرد مقياس لأقصى سطوع للشاشة، ويظهر كرقم مثير للإعجاب على الشريحة. ولكن هذا السطوع الأقصى يحدث فقط في مواقف معينة للغاية، عادة عند مشاهدة محتوى HDR في الخارج. معظم الوقت، لا يمكن لهاتفك الوصول إلى تلك الأرقام.
وحتى لو كان بالإمكان، فإن السطوع المحسوس ليس متناسبًا خطيًا. لذا فإن مضاعفة عدد النيتات لا تضاعف سطوع الشاشة. عند مقارنة أرقام مثل 2500 مقابل 3000 نيت، يكون الفرق في الأساس شبه غير ملموس.
الأهم هو كيفية تعامل الهاتف مع الضوء في الظروف الواقعية. الانعكاسية والطلاءات المقاومة للانعكاس لها تأثير أكبر. تم تصنيف جهاز S24 Ultra بحوالي 2600 نت، ولكنه أسهل بكثير في الاستخدام في الهواء الطلق مقارنة بـ Pixel 10 Pro ببساطة لأن الطلاء المقاوم للانعكاس لدى سامسونج أفضل. الميزة المفترضة للسطوع في Pixel لا تترجم إلى سهولة الاستخدام في الواقع.
تجربة البرنامج أهم من مواصفات الأجهزة
هذا هو الجزء المهم. لقد وصلنا إلى مرحلة حيث تكون الأجهزة في معظم الهواتف مناسبة تمامًا لأغراضنا. الاختلافات الكبيرة في المواصفات لم تعد مهمة كثيرًا. كل شيء أصبح لعبة برمجية الآن.
حتى داخل مجال الذكاء الاصطناعي، يمكنك رؤية الاختلاف. حاولت شركة آبل بناء ذكاء آبل مع التركيز على المعالجة على الجهاز، وكانت النتائج متواضعة إلى حد ما في الوقت الحالي. في المقابل، بذلت جوجل وشركات أخرى المزيد من الجهد في تجربة البرمجيات الفعلية، حتى لو كان هذا يعني الاعتماد أكثر على السحابة، وكانت النتائج في الواقع أكثر فائدة.
حتى ما بعد الذكاء الاصطناعي، الأمر يعتمد حقًا على نوع التجربة التي تريدها. إذا كان شخص ما يريد شيئًا بسيطًا، حيث كل شيء يعمل بسلاسة، ويريد أشياء مثل FaceTime أو iMessage دون الحاجة للتفكير بها، فعليه اختيار iPhone. إنه الخيار الأسهل والأقل إجهادًا.
